العدل والفضل


۱ يا ابن الإنسان لو تكون ناظرا إلى الفضل ضع ما ينفعك وخذ ما ينتفع به العباد وإن تكن ناظرا إلى العدل اختر لدونك ما تختاره لنفسك. إنّ الإنسان مرّة يرفعه الخضوع إلى سمآء العزّة والاقتدار. وأخرى ينزله الغرور إلى أسفل مقام الذّلّة والانكسار. - بهاءالله

۲ العدل سراج العباد فلا تطفئوه بأرياح الظّلم والاعتساف المخالفة والمقصود منه ظهور الاتّحاد بين العباد. وفي هذه الكلمة العليا تموّج بحر الحكمة الإلهيّة وإنّ دفاتر العالم لا تكفي تفسيرها. إذا تزيّن العالم بهذا الطّراز تـشاهد شمس كلمة يوم يغني الله كلاّ من سعته طالعة ومشرقة من أفق سمآء الدّنيا. اعرفوا مقام هذا البيان لأنّه ثمرة عليا من أثمار شجرة القلم الأعلى. طوبى لنفس سمعت وفازت. حقّا أقول إنّ ما نزّل من سمآء المشيّة الإلهيّة هو السّبب لنظم العالم والعلّة لاتّحاد الأمم واتّفاقهم. - بهاءالله

۳ فاعلموا بانّ اصل العدل ومبدئه هو ما يأمر به مظهر نفس اللّه في يوم ظهوره لو انتم من العارفين قل انّه لميزان العدل بين السّموات والأرضين وانّه لو يأتي بأمر يفزع من في السّموات والأرض انّه لعدل مبين وانّ فزع الخلق لم يكن إلاّ كفزع الرّضيع من الفطام لو انتم من النّاظرين لو اطّلع النّاس باصل الأمر لم يجزعوا بل استبشروا وكانوا من الشّاكرين ... - بهاءالله