هو الاقدس الاعظم الابهى
۱ سبحان الذي أظهر نفسه كيف أراد إنه لهو المقتدر المهيمن القيوم هذه أيام الهاء وأمرنا الكل أن ينفقوا فيها على أنفسهم وعلى الذين توجهوا إلى هذا المقام المرفوع أن اذكروا الله فيها ثم اعرفوا قدرها لأنها تحكي عن هذا الإسم الذي به سخر الله الغيب والشهود إنا جعلناها قبل الصيام فضلاً من عندنا وأنا المقتدر على ما كان وما يكون طوبى لمن عمل بما أمر من لدى الله وويل لكل غافل مردود إنا نزلنا الآيات وأرسلناها إليك في هذا اليوم المقدس المحمود لتشكر الله ربك وتذكره بذكر يتنبه به أهل الرقود. - بهاءاللهبسمي الأعظم
۲ يا إلهي وناري ونوري قد دخلت الأيام التي سميتها بأيام الهاء في كتابك يا مالك الأسماء وتقربت أيام صيامك الذي فرضته من قلمك الأعلى لمن في ملكوت الإنشاء، أي رب أسئلك بتلك الأيام والذين تمسكوا فيها بحبل أوامرك وعروة أحكامك بأن تجعل لكل نفس مقرا في جوارك ومقاما لدى ظهور نور وجهك، أي رب أولئك عباد ما منعهم الهوى عما أنزلته في كتابك، قد خضعت أعناقهم لأمرك وأخذوا كتابك بقوتك وعملوا ما أمروا به من عندك واختاروا ما نزل لهم من لدنك، أي رب ترى أنهم أقروا واعترفوا بكل ما أنزلته في ألواحك، أي رب أشربهم من يد عطائك كوثر بقائك ثم اكتب لهم أجر من انغمس في بحر لقائك وفاز برحيق وصالك، أسئلك يا مالك الملوك وراحم المملوك بأن تقدر لهم خير الدنيا والآخرة ثم اكتب لهم ما لا عرفه أحد من خلقك ثم اجعلهم من الذين طافوا حولك ويطوفون حول عرشك في كل عالم من عوالمك، إنك أنت المقتدر العليم الخبير. - بهاءاللهبسمي الغريب المظلوم
۳ قد تشرفت الأيام يا إلهي بالأيام التي سميتها بالها كأن كل يوم منها جعلته مبشرا ورسولا ليبشر الناس بالأيام التي فيها فرضت الصيام على خلقك وبريتك ليستعد كل نفس للقائها ويعين في قلبه محلا لها ويطهره باسمك لنزولها عليه فيا إله الوجود والمقتدر على كل شاهد ومشهود أسئلك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا ومظاهر أمرك في ملكوت الإنشاء ومطالع وحيك في جبروت البقاء بأن تمطر على من صام في حبك أمطار سحاب رحمتك وفيوضات سماء عنايتك أي رب لا تمنعهم عما عندك جزاء ما عملوا في حبك ورضائك أسئلك يا مالك الأسماء وفاطر السماء وخالق الأسماء وسلطان الأسماء ورافع السماء وحافظها بأن تفتح على وجوه الذين خضعوا لأمرك أبواب فضلك ورحمتك وغنائك أي رب هم الفقراء وعندك بحور الغناء وهم الضعفاء وأنت القوي بقدرتك والغالب بسلطانك أي رب ترى عيونهم ناظرة إلى أفق عطائك وقلوبهم متوجهة إلى شطر مواهبك فانظر يا إلهي إلى القلوب التي جعلتها أعراشا لاستوائك ومشارقا لظهور أنوار محبتك رشح يا إلهي من بحر كرمك ما يجعلهم مظاهر هذا الإسم بين عبادك أي رب أيدهم على ما يرتفع به أمرك في مملكتك ثم أظهر منهم ما يبقى به أسمائهم في ملكوتك أي رب هم الذين احترقوا بنار محبتك في ديارك وشاهدوا كل مكروه في سبيلك وذاقوا كل مر آملين شهد العطاء من سماء جودك أي رب هم الذين حملوا في حبك ما لا حملوه عبادك وخلقك أي رب قد احترق المخلصون من نار فراقك أين كوثر لقائك ومات المقربون في بيداء هجرك فأين سلسبيل وصالك أتسمع يا إلهي حنين عاشقيك وهل ترى يا محبوبي ما ورد على مشتاقيك إي ونفسك تسمع وترى وأنت السميع البصير أنت الذي يا إلهي بشرت الكل بأيامي وظهوري وجعلت كل كتاب من كتبك مناديا باسمي بين الأرض والسماء ومبشرا بظهور جمالك الأبهى فلما تزين العالم بأنوار الإسم الأعظم تمسك كل حزب باسم من أسمائك وبه غفل عن بحر علمك وشمس حكمتك وسماء عرفانك فيا إلهي وإله الأشياء ومربي الأسماء أسئلك باسمك الظاهر المكنون وجمالك المشرق المخزون بأن تزين أحبائك بقميص الأمانة بين البرية ولا تحرمهم عن هذا المقام الأعلى وهذه الصفة الأقدس الأعظم الأبهى لأنك جعلتها شمسا لسماء قضائك وديباجة لكتاب أحكامك وبها يظهر تقديس ذاتك عن الظنون والأوهام وتنزيه نفسك عما خطرت أفئدة الأنام أي رب فأنزل على أحبتك من سماء فضلك ما يطهرهم عن ذكر دونك ثم ارزقهم كأس الإستقامة من أيادي جودك وكرمك لئلا تمنعهم الإشارات عن شطر ظهورك أي رب من اسمك الكريم أشرق نير أملي ومن اسمك الجواد ارتفعت يد رجائي وعزتك يا محبوب قلبي وغاية بغيتي إني أعترف في هذا الحين بكرمك ولو تمنعني عن كل ما خلق في أرضك وسمائك وتشهد جوارحي وأركاني ودمي ولحمي وجلدي وشعراتي بجودك وإحسانك ولو تطردني عن ديارك وبلادك وتجعلني محتاجا بأحقر شيء في مملكتك وعزتك يا نار العالم ونور الأمم إن اللسان والقلب يناديان ويعترفان بعفوك وغفرانك ولو تعذبني بدوام سلطنتك إن الذي ما أقر بذلك كيف يعترف بأنك أنت المحمود في فعلك والمطاع في أمرك أي رب ترى نار حبك أحاطني وأخذ كل مأخذ في قلبي وحشائي أي رب ارحم من تمسك بحبل عطائك وتشبث بذيل كرمك وآنس بذكرك وطاف حول إرادتك وصام في حبك وأفطر بأمرك وهرب عن نفسه معتصما بحصن حفظك يا إلهي وسيدي وسندي نور قلوب عبادك بنور عرفانك وأيدهم على العمل في رضائك وعرفهم يا إلهي جزاء أعمالهم الذي قدرته في ملكوتك وجبروتك وفي العوالم التي ما اطلع بها أحد إلا نفسك ولم يحصيها إلا علمك أي رب أنا القائم لدى بابك والناظر إلى أفقك الأعلى راجيا فضلك لأحبائك وآملا عنايتك لأصفيائك قدر يا إلهي لكل عبد من عبادك ما يجعله راضيا عنك ومقبلا إليك ومستقيما على أمرك وشاربا رحيق الوحي بيد عطائك وطائرا في هواء عشقك وحبك على شأن يرى ما سويك معدوما عند إشراق شمس ظهورك ومفقودا لدى تجليات أنوار وجهك أي رب فاكتب لأحبتك من قلمك الأعلى الذي لا يأتيه المحو خير الآخرة والأولى وإنك أنت مالك العرش والثرى والظاهر الناظر من أفقك الأبهى لا إله إلا أنت الفرد الواحد العليم الخبير. - بهاءالله