الرّوح


۱ وامّا ما سئلت عن الرّوح وبقائه بعد صعوده فاعلم انّه يصعد حين ارتقائه الی ان يحضر بين يدي اللّه في هيكل لا تغيّره القرون والأعصار ولا حوادث العالم وما يظهر فيه ويكون باقيا بدوام ملكوت اللّه وسلطانه وجبروته واقتداره ومنه تظهر آثار اللّه وصفاته وعناية اللّه والطافه انّ القلم لا يقدر ان يتحرّك علی ذكر هذا المقام وعلوّه وسموّه علی ما هو عليه وتدخله يد الفضل الی مقام لا يعرف بالبيان ولا يذكر بما في الامكان طوبی لروح خرج من البدن مقدّسا عن شبهات الامم انّه يتحرّك في هواء ارادة ربّه ويدخل في الجنّة العليا وتطوفه طلعات الفردوس الأعلی ويعاشر انبياء اللّه واوليائه ويتكلّم معهم ويقصّ عليهم ما ورد عليه في سبيل اللّه ربّ العالمين لو يطّلع احد علی ما قدّر له في عوالم اللّه ربّ العرش والثّری ليشتعل في الحين شوقا لذاك المقام الأمنع الأرفع الأقدس الأبهی. تعالی من خلق الاسباب وتعالی من علّق الامور بها كلّ شيء من الأشياء باب لمعرفته وآية لسلطانه وظهور من اسمائه ودليل لعظمته واقتداره وسبيل الی صراطه المستقيم... - بهاءالله