الأمانة


۱ زيّنوا هياكلكم بطراز الأمانة والدّيانة ثمّ انصروا ربّكم بجنود الأعمال والأخلاق. إنّا منعناكم عن الفساد والجدال في كتبي وصحفي وزبري وألواحي وما أردنا بذلك إلاّ علوّكم وسموّكم تـشهد بذلك السّماء وأنجمها والشّمس وإشراقها والأشجار وأوراقها والبحار وأمواجها والأرض وكنوزها نسأل الله أن يمدّ أولياءه ويؤيّدهم على ما ينبغي لهم في هذا المقام المبارك العزيز البديع. ونسأله أن يوفّق من حولي على عمل ما أمروا به من قلمي الأعلى. - بهاءالله

۲ خذ المعروف امرا من لدی اللّه ربّ العالمين، زيّن رأسك بإكليل الامانة وهيكلك بتقوی اللّه ربّ العرش العظيم، لا تـنس فضل اللّه انّه اظهر مشرق اياته وايّدك علی عرفانه في يوم فيه ارتفع نحيب البكآء بين الارض والسّمآء بما اكتسبت ايدي الغافلين، انّا نوصيك والّذين امنوا بحفظ ما اوتيتم من لدی اللّه مقصود العارفين، كم من ملك منع عن العرفان وكم من مملوك فاز بعناية ربّه الكريم، كم من بصير منع عن المشاهدة وكم من ضرير رأی وقال لك الحمد يا من ذكرتـني اذ كنت بين ايدي الظّالمين، كم من قويّ اضعفه اقتدار الظّهور وكم من ضعيف شتّت شمل صفوف الاوهام باسم ربّه القويّ الغالب القدير، كذلك اورثـنا الضّعفآء ما للاقويآء امرا من عندنا انّا كنّا قادرين، انّك اذا سمعت النّداء اقبل بقلبك الی الافق الاعلی وقل لك الحمد يا مولی العالم بما ايّدتـني وعرّفتـني وهديتـني الی صراطك المستقيم، اشهد انّ الصّراط صراطك والظّهور ظهورك والامر امرك العزيز البديع. - بهاءالله

۳ انّا نوصي الكلّ بالصّبر والسّكون والامانة الّتي كانت وديعة اللّه بين خلقه طوبی لرافعي اعلامها وحافظي مقامها.... كن في النّعمة منفقا، وفي فقدها شاكرا، وفي الحقوق امينا، وفي الوجه طلقا، وللفقرآء كنزا، وللاغنيآء ناصحا، وللمنادي مجيبا، وفي الوعد وفيّا، وفي الامور منصفا، وفي الجمع صامتا، وفي القضآء عادلا، وللإنسان خاضعا، وفي الظّلمة سراجا، وللمهموم فرجا، وللظّمان بحرا، وللمكروب ملجأ، وللمظلوم ناصرا وعضدا وظهرا، وفي الاعمال متّقيا وللغريب وطنا، وللمريض شفآء، وللمستجير حصنا، وللضّرير بصرا، ولمن ضلّ صراطا، ولوجه الصّدق جمالا، ولهيكل الامانة طرازا، ولبيت الاخلاق عرشا، ولجسد العالم روحا، ولجنود العدل راية، وﻷفق الخير نورا، وللارض الطّيّبة رذاذا، ولبحر العلم فلكا، ولسمآء الكرم نجما، ولرأس الحكمة إكليلا، ولجبين الدّهر بياضا، ولشجر الخشوع ثمرا، فاسئل اللّه ان يحفظك من حرارة الحقد وصبّارة البرد انّه قريب مجيب. - بهاءالله

٤ كن في البأسآء صابرا، وفي الامور راضيا، وفي الحقّ موقنا، وفي الخير سارعا، وفي اللّه قانتا، وعلى النّاس ساترا، وعن الهوی معرضا، والی الحّق راكضا، وللعباد سحابا، وعند الخطأ عطوفا، ولدی العصيان غفورا، وفي العهد قائما، وعلی الامر مستقيما، كذلك يوصيك المظلوم ثمّ بتقوی اللّه ثمّ يوصيك بالامانة والصّدق عليك بهما ثمّ عليك بهما. - بهاءالله

٥ انّا نوصي احبّآئي بما يرتفع به امر اللّه فيما سويٰه وبالامانة الّتي بها يرتفع مقام الانسان ويظهر شأنه بين العباد يشهد بذلك من سخّر العالم باسمه القويّ القدير، اشكر بما تحرّك علی ذكرك قلمي ولساني في ملكوتي العزيز المنيع، قل يا قوم لا تفسدوا في الارض ولا تسفكوا الدّمآء ولا تأكلوا اموال النّاس بالباطل ولا تتّبعوا كلّ ناعق رجيم، انّك اذا فزت بآيات ربّك قم عن مقامك مقبلا الی اللّه العليم الحكيم، قل سبحانك يا اله الوجود من الغيب والشّهود اسئلك بالاسم الّذي به تزلزلت الارض وانفطرت السّمآء ومرّت الجبال واضطربت الاقطار بان تؤيّدني علی ذكرك وثـنآئك علی شأن لا تمنعني حجبات البشر الّذين اعرضوا عن مشرق وحيك ومطلع الهامك انّك انت المقتدر العزيز الحكيم. - بهاءالله

٦ انظر ثمّ فكر في الدّنيا وما حدث فيها انّها ترشدك وتهديك الی مقام تجد نفسك فارغا عمّا سوی اللّه ومتمسّكا بحبله المتين، انّها تريك زوالها وفنآئها وتغييرها وما حدث فيها امرا من لدن مقتدر قدير، كن علی الامر مستقيما وفي الحبّ ثابتا وفي البيان صادقا وفي الامور منصفا وفي الاموال امينا، كذلك ينصحكم قلم الابهی في هذا المقام الاعلی انّ ربّك هو النّاصح العليم. - بهاءالله

۷ قل يا قوم زيّنوا لسانكم بالصّدق ونفوسكم بالامانة ايّاكم يا قوم لا تخانوا في شيء وكونوا امناء اللّه بين بريّـته وكونوا من المحسنين انّ الّذين يرتكبون البغي والفحشاء اولئك ضلّ سعيهم وكانوا من الخاسرين ان اجهدوا يا قوم بان يكون عيونكم ناظرة الی شطر رحمة اللّه وقلوبكم متذكرة ببدايع ذكره ونفوسكم مطمئنّة بمواهبه وفضله وارجلكم ماشية علی سبل رضائه وهذا وصيّـتي عليكم ان انتم من العاملين. - بهاءالله

۸ الطّراز الرّابع - في الأمانة إنّها باب الاطمئنان لمن في الإمكان وآية العزّة من لدى الرّحمن من فاز بها فاز بكنوز الثّروة والغناء. إنّ الأمانة هي الوسيلة العظمى لراحة الخلق واطمئنانهم. لم يزل ولا يزال قوام كلّ أمر من الأمور منوطا بها وبها تستـنير وتستضيء عوالم العزّة والرّفعة والثّروة. وقد نزّل من قبل هذا الذّكر الأحلى من القلم الأعلى: إنّا نذكر لك الأمانة ومقامها عند الله ربّك وربّ العرش العظيم. إنّا قصدنا يوما من الأيّام جزيرتـنا الخضراء فلمّا وردنا رأينا أنهارها جارية وأشجارها ملتفّة وكانت الشّمس تلعب في خلال الأشجار. توجّهنا إلى اليمين رأينا ما لا يتحرّك القلم على ذكره وذكر ما شاهدت عين مولى الورى في ذاك المقام الألطف الأشرف المبارك الأعلى. ثمّ أقبلنا إلى اليسار شاهدنا طلعة من طلعات الفردوس الأعلى قائمة على عمود من النّور ونادت بأعلى النّداء يا ملأ الأرض والسّماء انظروا جمالي ونوري وظهوري وإشراقي. تالله الحقّ أنا الأمانة وظهورها وحسنها وأجر لمن تمسّك بها وعرف شأنها ومقامها وتـشبّث بذيلها. أنا الزّينة الكبرى لأهل البهاء وطراز العزّ لمن في ملكوت الإنشاء. وأنا السّبب الأعظم لثروة العالم وأفق الاطمئنان لأهل الإمكان. كذلك أنزلنا لك ما يقرّب العباد إلى مالك الإيجاد. يا أهل البهاء إنّها أحسن طراز لهياكلكم وأبهى اكليل لرؤسكم خذوها أمرا من لدن آمر خبير. - بهاءالله

۹ قل إنّ الإنسان يرتفع بأمانته وعفّته وعقله وأخلاقه ويهبط بخيانته وكذبه وجهله ونفاقه. لعمري لا يسمو الإنسان بالزّينة والثّروة بل بالآداب والمعرفة. - بهاءالله